على فهم من سلف

Posted by azharlangs On 3:05 م
بقلم الطالب: محمود محمد زقزوق
كلية اللغات والترجمة

لا ينكر أحد من البشر أن مواقف الناس من القضية الواحدة قد تختلف إلى درجة التناقض فكل يقدر الموقف على حسب فهمه ويختلف الفهم حسب المعطيات والمعلومات والمصالح والمفاسد والأولويات وتغليب العام على الخاص من أجل هدف أسمي وغاية عليا .
وفي أحداث الثورة المباركة وما ترتب عليها من أحداث جليلة إختلفت مواقف لا اقول المواطنين بل حتى ابناء الطيف الواحد وتباينت أراؤهم فالنصاري إختلفوا والإسلاميون كذلك حتي ضباط الشرطة وضباط الجيش إختلفوا أيضاً كلاً على حسب موقعه وإدراكه وتاثره بالثورة وتبعاتها فهناك من ناصر الثورة بالقلم والصوت والمشاعر وتحمل الأذي والبرد بل هناك  من ضحي من أجل إنجاحها بروحه ونفسه وعلى الجانب الأخر هناك من وقف ضد الثورة وأعتبرها تخريباً ودافع عن رأيه بالكتابة والمقالة والأموال حتي التأمر على قتل شبابنا دون شفقة  أو رحمه.
 نحن هنا فى جامعة الأزهر معقل العلم والعلماء الجامع والجامعة الذي لم يرفض أبداً  رأيا يخالفه بل ويترك له الحرية ليقول ما يشاء ثم يكون الرد بالدليل والحجة والبرهان ثم يكون عقب ذلك الحب والود والتألف يشمل الجميع دون تفرقة بين صاحب رأي ورأى فبدا الأزهر دائما ذا موقف واحد ورأي واحد فاجتمعت عليه الأمة بمختلف جنسياتها وأعراقها ولغاتها فتكسرت على جدرانه كل حملات التغريب وظل الأزهر صوتاً واحداً ومنبراً واحدا اقتدي علماؤه فى ذلك بكبار الأئمة أبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل اختلفوا فى الرأي ولم تختلف القلوب.

وعبر عنها الإمام الشافعي بقوله لأحد مناظرية ماداً يده إليه في حب بعد إنتهاء المناظرة يأخي ألا يصح أن نكون إخوة وإن إختلفنا فى مسألة .
وقد إختلف الصحابة بعد الرسول صلى الله عليه وسلم بل وفى حياته فلم يخطئ احداً من الفريقين.يا إخوتى الأمر جلل فليس هناك وقت للخلاف اقتدوا بالرسول وأصحابه والتابعين إختلفوا ولم  ينكر أحدهم على أخيه أو يخطئه .
إخوتى الأمة تنتظر عودة الأزهر مصر تنتظركم . الاقصى الاسير ينتظركم .  بغداد الحزينة تناديكم . إخوتى شبكوا الأيادي ولبوا نداء الأمة.

0 Response to 'على فهم من سلف'

إرسال تعليق