من آفات هذا الزمان أن الذي يصنع وعي أهله دوائر ومؤسسات إعلام يقف على أبوابها حراس يحسبون كل ما يلمع ذهبا ولا يكلفون أنفسهم عناء البحث عن المكنون والمستور، حتى صار لكل علم وفن رجال أتقياء أخفياء؛ إذا غابوا لم يُفتقدوا، وإذا حضروا لم يُذكروا في ضوضاء الزحام وبريق الأضواء التي يصعب أن يجاريها عالم جليل وقور لم يلحق بعد بثقافة الفيديو كليب، ولم يحط خبرا بكواليس ومافيا عالم صناعة النجوم.وأحسب أن العالم الكبير الدكتور محمد محمود غالي من هؤلاء؛ فهو الرجل الذي لا يكاد يعرفه من خارج محيطه العلمي أحد على الرغم من أن أي حديث عن الترجمة بقضاياها وعلومها وعالمها ورجالها لا يصح أن يبدأ إلا به، لولا أن الزمان زمان الفيديو كليب.فالرجل الذي ما زال يعمل أستاذا متفرغا للغة الإنجليزية بجامعة الأزهر الشريف -رغم أعوامه الثمانين- هو أحد أبرز من اشتغلوا في حقل ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية في العالم، وصاحب الجهد العلمي الرائد وغير المسبوق في هذا المجال في مسيرة زادت على نصف القرن، توَّجها بترجمة لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة الإنجليزية، وصفت بأنها واحدة من أدق الترجمات إن لم تكن الأدق والأفضل في تاريخ الترجمة.وهو موؤسس كلية اللغات و الترجمة و أول عميد لها.
وكان من دواعى سرور مدونة كلية اللغات و الترجمة أن تحاور هذا الدكتور العظيم حفظه الله .
0 Response to 'حوار مع الأستاذ الدكتور محمد محمود غالى'
إرسال تعليق