في جانب أخر من جوانب قصة المستبعدين بالمدينة الجامعيه بعث أحد طلاب الجامعه برسالة إلى أصحاب الرأي ومفكري الوطن وإعلامييه يحكي لهم قصة جديدة تحدث داخل أسوار جامعة الأزهر...،بقلم جريح كتب صاحب الرسالة رسالته..وموقع أزهر واي بدوره ينقلها كما وصلت له لتكون رسالة إلى كل إعلامي وصاحب رأي وفكر وقبل كل هؤلاء..لكل مسؤل في جامعتنا العزيزه لعلنا نكون قد أدينا بعض واجبنا الشرعي والمهني والإعلامي في توصيل الحقيقة لكل من يطلبها ونترككم مع نص الرساله فربما تحدث فيكم ما أحدثت فينا من كراهية لكل ظلم في جامعتنا الحبيبه وبلدنا الغالي ومن حب لوصول الحق لكل مستحق وما أكثرهم في جامعتنا العريق..جامعة الأزهر..



نص الرساله
 
الطالب المتفوق الميتلى أحمد عمر يقف أمام إدارة الجامعة مطالبا بحقه
"أسمح لي سيدي الكريم أن أرسل لك هذه الرساله حكاية لبعض ما يحدث في مصرنا الحبيبه من مظاهر تجعل الحليم حيرانا وللأسف فإن بعض المأسي لا تجد طريقها إلى الإعلام وتظل طي الكتمان ولا يعلم بها أحد ولا يجد لها صاحبها طريقا يوصلها به إلا إعلامي حر مثلكم..لذلك فإني أراسلكم اليوم حاكيا مأساة من هذه المأسي التي لم تجد طريقها للعلن حتى الأن وربما طلت حبيسة صدر صاحبها وبعضا من أصحابه المقربين راجيا أن أجد لديكم على الأقل بعض التضامن الذي يشفي صدر صاحبها وربما أطمع في المزيد من نشر لهذه القضيه العادله وجهد مشكور منكم في نقلها إلى كل من يملك شيئا لإيقاف هذا الظلم العارم..

هذه الرسالة سيدي لا أكتبها لكم باسمي بل أكتبها لكم نيابة عن صاحبها الحقيقي الذي أرتبط معه بعلاقة صداقة قوية ومحبة طويله..ولعلكم تسألون عن السبب الذي يدفعني أن أكتبها نيابة عن صاحبها والجواب أن صاحبها للأسف لا يستطيع أن ينقر مثلي على صفحة الكيبورد لأنه باختصار..كفيف.!!.واسمح لي سيدي أن أحكي لكم نيابة عنه هذه القصة التي حملني أمانة نقلها إليكم..علكم تسهمون في حلها ولعلكم تستغربون الأن هذا الكلام وتقولون أولى بهذا الخطاب جمعية خيريه أو مؤسسه إنسانيه لكني أقول لكم أنكم الوجهة الحقيقية لهذه الرساله لا غيركم لأنها قبل أن تكون قضية إنسانيه فهي قضية وطن..قضية حريه..قضية مستقبل مصر وهذه وتلك لا باب أمامها إلا أمثالكم من نخب الوطن ومفكريه وكتابه وصناع الرأي فيه..وحتى لا أطيل عليكم اسمح لي بسرد القصة مباشرة..



صديقي أحمد عمر..من محافظة المنيا طالب بكلية الشريعه..ابتلاه الله منذ ولادته بكف بصره تماما لكنه رزقه مع هذا حافظة عاليه وقريحة نفاذه وهمة عاليه..حفظ القرأن صغيرا والتحق بالأزهر منذ صغره أملا أن يكون قامة كقامة الشيخ محمد الغزالي ويوسف القرضاوي كما يقول..عالما أزهريا وسطيا نافعا لأمته ووطنه..لكن أحمد كان مع هذا صاحب كرامة ورأي وموقف تربى منذ صغره على أن يجهر بالحق الذي يراه لا يخاف لومة لائم..لم يكن في يوم من الأيام يحب أن يكون منعزلا عن قضايا وطنه وأمته..كبر أحمد واجتاز مراحل التعليم بنجاح لافت رغم كل الصعاب التي لاحقته حتى التحق بكلية الشريعة الإسلاميه بجامعة الأزهر بالقاهره بكل حب وود ليسعى لتحقيق حلمه في نفع بلده وأمته..

لم يكن أحمد عمر ليرضى في كليته غير التفوق بديلا له لتحقيق حلمه وبالفعل تفوق في الفرقة الأولى والثانيه والثالثه حاصلا على تقدير عام جيد جدا رغم كل الظروف الصعبة التي يتعرض لها من غربة عن أهله وأقاربه إضافة إلى كف بصره والذي كان يرهقه أكثر الإرهاق لكنه كان يجد من زملائه وأصحابه خير معين على شق طريقه..

كان مما يعين أحمد أيضا السكن الذي وفره له وطنه كطالب مغترب متفوق داخل المدينه الجامعيه إذ أن السكن في المدينه الجامعيه غاية في الأهميه بالنسبة لطالب الأزهر المغترب خصوصا لصديقي أحمد عمر فهو يجد في المدينة الطعام الجاهز..ورفقاء الحجرة المعاونون والقرب من الجامعة ،وكان أحمد حريصا على التفوق حرصا شديدا فهو غاية له ...وإضافة إلى ذلك يضمن له السكن كل عام في المدينه الجامعيه فهو لا يقبل أن يسكن المدينه كحالة إنسانيه خاصه بل يريد أن يسكنها كطالب متفوق استحق هذا المكان الذي ضمنه له وطنه بتفوقه وجهده ..لا منة من واسطة هنا أو التماس هناك..

حتى الأن لا مشكلة سيدي الكريم لكن المشكله جاءت هذا العام إذ فوجئ أحمد رغم حصوله على تقدير جيد جدا وهو تقدير أعلى بكثير من تقدير المدينه الجامعيه باسمه مشطوبا من قوائم الساكنين بالمدينة الجامعيه وحينما سأل عن السبب ظانا أنه خطأ إداري فوجئ أنه دخل قائمة من يسمون بالمستبعدين أمنيا من السكن بالمدينه بتهمة: واسمع سيدي هذه التهمه..أنه دعا زملائه العام الماضي من أجل التبرع والدعاء للمسجد الأقصى أثناء حملة التهويد الإسرائيلية له العام الماضي!!..هذه هي التهمة التي استبعد بسببها الطالب الكفيف المتفوق الشيخ أحمد عمر من أعرق جامعات الإسلام جامعة الأزهر..ذهب أحمد إلى كل مكان سائلا عن حقه..مدير المدينه الجامعيه بجامعة الأزهر ،رئيس الجامعه الدكتور عبد الله الحسيني فلم يجد غير جواب واحد..لا نستطيع التدخل فهذه القضيه أمنيه..

هذا هو الواقع الذي وجد فيه صديقي أحمد نفسه فجأه :عليه أن ينزل من المنيا إلى القاهره يجوب أنحائها بحثا عن سكن ورفيق ومعد لطعام رغم أنه متفوق ..فقط لأن أحدهم..وهو لا يعلم من أحدهم هذا قرر أن يستبعده ويمنع عنه حقه في السكن بالمدينه الجامعيه..!!.ومما يزيد من مرارة الظلم في حق أحمد أن يرى زملائه ممن حازوا على تقديرات أقل من تقديرات التسكين يسكنون المدينة بالرشاوي والوساطات بل وفيهم من رسب في بعض المواد ورغم ذلك استحق في وجهة نظر إدارة الجامعه أن يسكن بدلا من أحمد لأنه ليس صاحب موقف سياسي كما يقولون!!.

هذه القصه سيدي واحدة من مئات القصص التي تتردد هذه الأيام في أنحاء جامعة الأزهر فأحمد ليس وحيدا بل معه مئات الطلبه ممن استبعدوا أمنيا من حقهم في السكن بالمدينه رغم تفوقهم لأنه كان لهم موقف سياسي كما قال أحد مسؤلي المدينة مصرحا لصحيفة الشروق!!..هذا هو الشباب الذي يريدون شباب ..بلا موقف سياسي وإلا فالعصا حتى لو كان كفيفا عالما متفوقا من محافظة نائيه...لا أريد أن أطيل عليكم في هذه الرسالة وأحكي لكم مزيدا من القصص :قصة محمد الثقبي عبقري كلية الطب الحائز على المركز الثامن على دفعته بكلية الطب والأول على الثانوية الأزهريه منذ أربع سنين والمعروض عليه منحة دراسة بالجامعة الألمانيه مجانا فرفضها مفضلا جامعة الأزهر عليها ليجد نفسه أيضا..مستبعد أمنيا!!...قصة أحمد الجبيلي طالب العلوم الحائز على المركز الأول على  دفعته ليفاجأ انه مستبعد ومضطر للسكن مع 20 فردا في شقة واحده وربما أقنعهم بإرسال حكاياتهم في وقت لاحق..فربما لم يعد المرء يملك غير حكي الحكايا..

هذه سيدي هي قصة أحمدوزملائه من مئات المستبعدين بالمدينة الجامعيه بجامعة الأزهر الذين لا زالوا يعتصمون لليوم الثالث أمام مبنى إدارة الجامعه طالبين حقهم ورغم ذلك يرفض رئيس الجامعه للمره السادسه حتى مجرد مقابلتهم!!.

باقي لي أن أحمل لك أمانه حملني إياها أحمد كشرط لأنشر قصته وهي أنه لا ينشر قصته كقصة تستحق الشفقه فهو لا يطلب صدقة بل يطلب حقا إنه يرسل قصته لا لإثارة الشفقه بل لإثارة تفكير جاد لمفكري هذا البلد عن مستقبل العدالة في هذا البلد..عن مستقبل البحث العلمي في هذا البلد..عن مستقبل أعرق جامعات العالم الإسلامي..التي يستبد الألم بفؤاد أحمد ورفاقه غيرة عليها أن يكون هذا الظلم سائدا فيها وهي التي ظلت منارة العدل على مدار السنين...
هذه هي رسالتي إليكم سيدي الكريم وأرجوا أن تجد صداها في نفسكم كما أوجدت مصاحبة أصحابها صداها في نفس كل طالب عرف حكاية المستبعدين..في جامعة الأزهر..!!.

0 Response to 'بقلم جريح..صرخة من طالب أزهري لكل صاحب رأي في هذا الوطن'

إرسال تعليق